أعمدة
44453 السنة 132-العدد 2008 اغسطس 21 20 من شعبان 1429 هـ الخميس
حقائق
بقلم: إبراهـيم نـافـع
تبدأ قريبا في القاهرة حوارات ثنائية مصرية مع الفصائل الفلسطينية الرئيسية تمهيدا لاستئناف جلسات الحوار الوطني الفلسطيني, التي تهدف إلي إنهاء الانقسام الحالي والاتفاق علي برنامج وطني تقبله الفصائل المختلفة.
وبدا واضحا من اللقاءات المكثفة التي عقدت علي مدي الأيام الماضية, وكانت القاهرة محورها ومعها الرياضي وعمان ورام الله ـ ان هناك توافقا بين هذه الأطراف علي ضرورة العمل المكثف من أجل توحيد الصف الفلسطيني, وفي تقديري أن تحرك القاهرة والرياض وعمان يأتي أنطلاقا من استشعار هذه العواصم العربية لخطورة الموقف الراهن علي الساحة الفلسطينية, وللمخاطر التي يمكن ان تترتب علي محاولات أطراف اقليمية استثمار هذا الانقسام. لخدمة مصالحها وتطبيق أجندتها
وأشير هنا الي مابدأت بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية في الترويج له من أفكار حول امكانية تقسيم الاراضي الفلسطينية إلي كيانين احدهما لحماس في قطاع غزة, والاخر لفتح وباقي الفصائل في الضفة الغربية, فهذه الفكرة تمثل خطرا شديدا علي حقوق الشعب الفلسطيني من ناحية وعلي أمن الدول الرئيسية في المنطقة من ناحية ثانية,
فالهدف الاسرائيلي من وراء طرح هذه الفكرة الان يتمثل بالاساس في تغذية التناقضات الفلسطينية ودفع قادة حركة حماس إلي بحث هذه الفكرة والتي سبق وحظيت بتأييد عدد من قيادات الحركة والتي يمكن ان تجد نوعا من التوافق مع المنطلقات الفكرية للحركة والتي تتمثل في التركيز علي إنشاء كيان خالص مهما تكن مساحته والعمل علي تمديده بمرور الوقت. أيضا فإن طرح هذه الفكرة إنما يعني ترحيل قضية القطاع إلي مصر وجعل غزة مشكلة مصرية, هذا اضافة إلي الهدف الاسرائيلي النهائي من وراء طرح هذه الافكار والمتمثل بالاساس فيما يعرف لديهم بالخيار الأردني, أي تفتيت الاراضي الاراض الفلسطينية المحتلة تمهيدا لدفع قطاع غزة إلي مصر بأي شكل من الأشكال وإلحاق الضفة الغربية بالأردن.
في تقديري ان إسرائيل تراهن علي تحقيق هذا السيناريو, وهو امر يفرض علي الاطراف الفلسطينية المختلفة الإسراع بالتجاوب مع الجهود المصرية السعودية الأردنية الرامية بالأساس إلي توحيد الموقف الفلسطيني لحماية حقوق الشعب الفلسطيني من ناحية وضمان استعادة هذه الحقوق كاملة غير منقوصة.
inafie@ahram.org.eg